تحتاج تربية الأبناء و رعايتهم إلى بيت تسوده المحبة و المودة، بيت ينعم بالهدوء و التسامح ، حيث ينبغي على الوالدين اتباع مجموعة من الخطوات أو المهارات في التربية و نجملها في الآتي :
أسس في تربية الأبناء
- الإستماع : إعطاء الوقت للأبناء و الاستماع إليهم ركيزة أساسية في التربية ، و الإستماع لا يعني سماع ما يقولون فقط ، بل هو حسن الإنصات إليهم ، و التفاعل معهم بكل حب ، و منحهم الوقت و سعة الصدر لقول كل ما يجول بخواطرهم ، و التعبير عن مشاعرهم بكل ثقة و طمأنينة.
- الحوار : نعلم جيدا أن قدرات الآباء و الأبناء في الحوار مختلفة ، فالأبناء غالبا ما يجدون صعوبة في فهم و استيعاب أفكار الكبار لأن القدرات غير متكافئة ، لذلك وجب على الآباء النزول إلى مستوى الأبناء و بناء حوار ينسجم مع تفكيرهم ، و احترام مشاعرهم مع محاولة تنميتها تدريجيا لاستيعاب الحياة .
- الحب والاهتمام : تعتبر تربية الأبناء بالحب ، من أجود أنواع التربية الإيجابية و الهادفة ، فحاجة الأبناء إلى الحب هي حاجة فطرية تنشأ منذ الولادة ، لذلك أمرنا الله عز و جل بالرضاعة الطبيعية حيث يتلقى الرضيع أول جرعة من الحب و الحنان و العطف ، و قد أصبح جل الخبراء و الأطباء يوصون بها ، ليس فقط لمنافعها على الصحة ، بل أيضا لآثارها الإيجابية على نفسية الطفل . و حب الأبناء لا يجب أن يبقى مكتوما في صدورنا ، بل ينبغي أن نشعر أبنائنا دائما بمدى حبنا لهم ، و أن نتعامل في حل مشاكلهم و مناقشتهم بكل ود و في جو من الهدوء و الطمأنينة . لكن هذا الحب يجب أن يكون مقرونا بشيء من الحزم و الصرامة في بعض المواقف التي تفرض ذلك . هذا و تجدر الإشارة إلى أن حرمان الطفل من هذه العاطفة أوعدم إظهارها له ، سيكون له انعكاسات خطبرة على شخصيته قد تؤدي إلى انحرافات أو إلى تقوقع على الذات .
- التربية على القيم و الأخلاق الفاضلة : تعتبرتربية الأبناء على القيم و الأخلاق الفاضلة هي الأساس لبناء الفرد الصالح الذي ينفع نفسه و مجتمعه ، لذلك وجب على الوالدين الاهتمام بالقيم الدينية التي حثنا عليها ديننا الإسلامي ، وغرسها في الابناء منذ الصغر، و يحتاج ذلك إلى المرور بثلاث مراحل و هي : مرحلة الغرس و هي التحدث مع الطفل عن خلق ما مثلا ( الصدق ) و عن قيمته و فوائده ، و عن أجر و جزاء من يتحلى به ، ثم بعد الغرس يأتي التعزيز و هو تكرار التحدث عن هذه القيمة أو هذا السلوك ، لنصل في الأخير إلى التفاعل الذي يختلف من طفل لآخر، حيث يبدأ الابن في تجريب هذا الخلق و التعرف على قيمته و فوائده .
- التحكم في التوتر و الضغوط : تحلي الوالدين بالنظرة الإيجابية للحياة ثم تمريرها للأنباء ، تمكنهم من التحكم في مشاعرهم ، و تساعدهم في التخفيف من التوتر و الضغوطات التي تصادفهم في مراحل حياتهم .
- الاعتماد على النفس : على الوالدين دائما تشجيع أبنائهم، و تعليمهم كيفية الاعتماد على الذات ، و الثقة في النفس و تحقيق الاستقلالية .
- عدم المقارنة : قد تدفعنا الرغبة في أن يكون أبناؤنا في أفضل حالاتهم ، إلى مقارنتهم بالآخرين ، و هذا يسبب الضرر لهم ، في حين أن تربية الأبناء تتطلب وجود علاقة بينهم و بين الوالدين يشعر فيها الإبن بالرعاية و القبول فتكون له مفتاحا للنجاح في الحياة .
- التشجيع و المدح : تربية الأبناء بالتشجيع و المدح قد يكون لها تأثير إيجابي على إمكانياتهم و قدراتهم ، فتركيز الآباء على جهود أبنائهم و الثناء عليها ، يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في احترامهم لذواتهم .
-
الثقة في الأبناء : إذا أردنا أن يتمتع أطفالنا بحكم جيد ، فنحن بحاجة إلى السماح لهم بالتدرب على اتخاذ القرارات ، وهذا يعني أنهم سيرتكبون أخطاء ، و مع ذلك يمكننا السماح لهم باتخاذ قرارات في أمور لا تشكل خطرا عليهم ، فهم لن يتعلموا اتخاذ قرارت سليمة إلا إذا اتخذوا قرارت خاطئة .