كيف تعلم ابنك حماية نفسه من التنمر في 8 خطوات؟

التنمر

 التنمر سلوك عدواني غير مرغوب فيه، و هو  إيذاء الأطفال الآخرين جسديًا أو عاطفيًا بشكل متكرر و متعمد.

كل الآباء لا يحبون تعرض طفلهم لهذا السلوك . أو الأسوأ من ذلك ، أن يكون طفلهم متنمرًا . لكن و للأسف أغلب الأطفال متورطون . إما كجاني أو ضحية أو شاهد. و بما أنك مضطر للتعامل مع هذا المشكل في مرحلة ما . فهذه مجموعة من الإستراتيجيات التي يجب عليك تلقينها لطفلك من أجل الدفاع و حماية نفسه من التنمر.

فهم أساسيات التنمر

التنمر هو سلوك خطير ومؤذ، يحدث أكثر من مرة. يتم القيام به عن قصد من قبل شخص يتمتع بالسلطة . و غالبا ما يكون من مكانة اجتماعية أعلى أو مركز قوة ، مثل الأطفال الأكبر حجمًا أو الأقوى أو الذين يُنظر إليهم على أنهم يتمتعون بشعبية . كما قد يتمتع المتنمرون بشخصية جذابة أو يكون لديهم أصدقاء يشجعون سلوكهم اللئيم.

كما أن الأطفال الأكثر ضعفا هم الأكثر عرضة للتنمر. و غالبا ما يكونون من أسر فقيرة أو مهمشة. أو يعانون من إعاقة. أو ينحدرون من جنسيات مختلفة. أو مهاجرين أو لاجئين.

يمكن أن يؤثر التنمر بشكل خطير على حياة الطفل. فالآثار الجسدية و العقلية و العاطفية التي يخلفها، يمكن أن تجعل ابنك أو ابنتك يشعران بالضعف و الخوف و الانتهاك . كما أن التنمر قد يكون شخصيا أو عبر الأنترنيت .

و يمكن أن يكون التنمر عن طريق:

  • المضايقة أو قول أشياء بذيئة أو تسمية شخص ما
  • تعمد تجاهل شخص ما أو تركه خارج الألعاب أو الأنشطة
  • إلقاء النكات البذيئة أو نشر القصص البذيئة
  • دفع شخص ما أو ضربه أو أخذ أو إتلاف أغراضه

لذلك من المهم جدا أن تتدخل عند تعرض ابنك للتنمر. و أن تناقش استراتيجيات الدفاع عن النفس هذه مع طفلك لمساعدته على درء هذا السلوك.

1- استخدام لغة الجسد بكل ثقة

الأطفال الذين يعانون من تدني احترام الذات هم أكثر عرضة لأن يصبحوا ضحايا للتنمر. لذلك فإن أول طريق لحماية طفلك من التنمر، هو أن يتمتع بالثقة في النفس و تقدير الذات.

ساعد طفلك على تمثيل الثقة بالنفس بلغة جسده عن طريق هذه الاستراتيجيات:

  • علمه بأن يمشي نحو غرضه بأكتاف للخلف و عيون مرفوعة لاعطاء طاقة إيجابية حازمة.
  • ولابراز الثقة و القيادة، علمه التواصل البصري و المحايد مع من حوله.
  • علمه الابتسام للآخرين لخق احساس بالتواصل مع تعزيز احترام الذات و درء العزلة الاجتماعية.
  • علمه عدم ضرورة الرد على كل الملاحظات غير اللطيفة للمتنمر حيث يمكنه إجراء اتصال بالعين و تجاهل كل ما قاله المتنمر. و في حالة الرد، التحدث بصوت محايد و هادئ . و قول عبارت من قبيل ( معذرة، أنا في طريقي إلى الفصل و أتحدث إليك لاحقا ).

2- البقاء في مجموعة

ساعد ابنك على تكوين صداقات. فمن المهم تعليمه أنه من الجيد البقاء مع صديق واحد أو أكثر عندما يكون ذلك ممكنًا. و مفيد جدا في إبعاد المتنمرين خصوصا في المناطق الساخنة للتنمر في المدرسة، مثل الملعب و غرف تبديل الملابس و المطعم و الحمامات.

3- الثقة في شعوره

من المفيد جدا أن تعلم طفلك بأن يكون على دراية بمحيطه. و أن يكون على استعداد لمواجهة شخص متنمر في مكان يحتمل تواجده فيه. و أن يثق في شعوره و يغادر المنطقة إذا أحس بأن الأمور على غير ما يرام.

أما إذا تعذرت عليه المغادرة، فهنا يجب أن يستعمل مهارات أخرى مثل لغة الجسد الواثقة و الصوت الحازم و التحدث مع الآخرين. فإدراكه لما يحدث حوله، يمكنه من تجنب التعرض للسرقة أو الهجوم.

4- استخدام صوت حازم

عادة ما يبحث المتنمرون عن هدف سهل، لذلك فإن تلقين ابنك كيفية استخدام صوت واثق و حازم، يمكن أن يساعد في تهدئة الموقف.

يمكنك ممارسة هذا مع ابنك في المنزل من خلال لعب الأدوار ، و تدريبه على إيجاد توازن بين الرد بحزم و بصوت واضح و تجنب الصراخ. أيضا التوقف و التفكير قبل الرد عن طريق:

  • يتوقف و يأخذ نفسا عميقا ليهدأ.
  • التفكير فيما يشعر به و ما يريد قوله و العد إلى 5 قبل الرد.
  • الرد بكل هدوء و لكن بوضوح (توقف عن السخرية مني) (أريدك أن تتوقف عن مضايقتي)

5- لفت الانتباه

في بعض المواقف التي يمكن أن يتعرض فيها طفلك للتهديد أو الاعتداء الجسدي، يجب تشجيع طفلك على إحداث الكثير من الضوضاء و استخدام صوت قوي للفت انتباه البالغين و المعلمين من أجل تخويف المتنمر.

يفيد هذا التكتيك أيضا في حالة تعرض الطفل للهجوم من قبل شخص غريب أثناء محاولة الاختطاف.

6- الابتعاد و ليس القتال

علم طفلك أن بعض المواقف تتطلب الالتفاف و الذهاب بعيدا، عندما تبدو الأمور و كأنها تمشي في الاتجاه الخاطئ. و أن التصرف على هذا النحو يعتبر شجاعة و ليس جبنا ، خصوصا عندما يبدأ الموقف في التصاعد.

فمن أفضل الطرق لتجنب مواقف التنمر، هي تلقين طفلك كيف يحدد الوقت الذي يكون فيه الموقف على وشك أن يأخذ منعطفاً نحو الأسوأ، ويغادر .  فالمغادرة بدلاً من الرد هي دائمًا أفضل إستراتيجية عند مواجهة المتنمر.

7- التسجيل في فصول الدفاع عن النفس

إذا أخبرك طفلك أنه يتعرض للتنمر، و كنت قلقًا بشأن سلامته داخل المدرسة و خارجها. فإن حضور دروس الدفاع عن النفس يمكن أن يسلحه بمهارات قد تكون قادرة على مساعدته خلال وقت الحاجة. ففنون الدفاع عن النفس، تنمي ثقة الطفل و تعلمه التحكم و ضبط النفس.

8- المشاركة في الأنشطة و التفاعل مع الأشخاص الجدد

يمكن أن يؤدي التعرض للتنمر إلى شعور طفلك بالوحدة والعزلة. لذلك فتشجيعه على أن يكون جزءًا من جلسات أو أنشطة جماعية سيسمح له بالخروج من قوقعته. و يمنحه الفرصة للتعرف على أشخاص جدد .

ما هي العلامات التي يجب أن تبحث عنها إذا كنت تشك بأن طفلك يتعرض للتنمر؟

غالبًا ما يكون الأمر محرجًا بالنسبة للطفل الذي يتعرض للتنمر، و يكون غير متأكد من رد فعلك. لذلك من غير المرجح أن يخبرك بتعرضه للتنمر. هذه مجموعة من العلامات التي تشير إلى تعرضه للتنمر:

  • قضاء المزيد من الوقت بمفرده في غرفته
  • فقدان أصدقاء كانوا لديه سابقا
  • تجنب المواقف الاجتماعية
  • الخوف من الذهاب إلى المدرسة أو الانضمام إلى الأحداث و الأنشطة المدرسية
  • الشعور بالقلق أو التوتر أو اليقظة الشديدة
  • الانزعاج بعد مكالمة هاتفية أو رسالة نصية أو بريد إلكتروني
  • محاولة البقاء بالقرب من البالغين
  • وجود كوابيس و عدم النوم بشكل جيد
  • الإدلاء بتصريحات سلبية عن نفسه و الانخراط في حديث سلبي مع نفسه
  • العدوانية أو نوبات الغضب
  • الشكوى من صداع أو آلام في المعدة أو أمراض جسدية أخرى
  • يصبح سريًا بشكل غير عادي
  • وجود بعض العلامات الجسدية مثل الكدمات غير المبررة و الخدوش و الجروح التي تلتئم

من الأفضل أن تفعل شيئًا حيال التنمر عاجلاً وليس آجلاً. سواء كان طفلك متنمرا أو متنمرا عليه. يجب أن يكون لديك أكبر قدر من التأثير على سلوك التنمر لدى طفلك أثناء صغره و أن تبدأ باكرا في تلقينه استراتيجيات للدفاع عن نفسه عندما يتعرض للتنمر.

المصادر: (1) (2) (3)

اقرأ أيضاً : علاقة أخوة جيدة : كيف نربي أشقاء يحبون بعضهم البعض ؟

اقرأ أيضاً : الصفات الإيجابية التي يجب غرسها في طفلك منذ الصغر

Leave a Comment