فن الرد على الإهانة وكيف ترد مع من حاول استفزازك

عادةً ما يؤدي التعرض للإهانة إلى الرد السلبي شبه الفوري ، ففي حياتنا اليومية نصادف أشخاصا نعرفهم أو تجمعنا معهم ظروف العمل أو الدراسة أو غير ذلك من مجالات الحياة ، و نظرا لأسباب معينة يوجهون لنا انتقادات و إهانات بطريقة مباشرة عن طريق السب و الشتائم ، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق كلمات مستفزة مليئة بالتلميحات السلبية ، لنجد أنفسنا لا إراديا نرد على إهانتهم بنفس الأسلوب ، و ذلك لأننا اقتنعنا بسلبيتهم فنقوم بوضع التبريرات و محاولة الدفاع عن أنفسنا ، نتيجة إحساسنا بالظلم و بغيرة و حسد الطرف الآخر ، لينتهي بنا الأمر إلى المعاناة ، و بدل أن نحافظ على طاقتا الإيجابية ننزل إلى مستوى سلبيتهم .

الرد على الإهانة

من الجيد أن نتعلم كيف نتصرف في مثل هذه المواقف عن طريق تعلم فن الرد ، هذه المهارة التي تنمي شخصيتنا بأساليب تقوينا و تزيد من ثقتنا بأنفسنا . و هذه بعض النصائح أو الخطوات التي ينبغي اتباعها للرد على الإهانة .

طرق الرد على الإهانة

الثقة بالنفس : من أهم العوامل التي تجعلك تتقن فن الرد على الإهانة هو الثقة في النفس ، التي تعزز لديك الثبات الإنفعالي فتكون صورتك الذاتية عن نفسك جيدة ، فلا تهمك آراء الآخرين فيك .

عدم أخذ الإهانة بصفة شخصية : أول ما يتبادر إلى الذهن هو لماذا انتقدني ؟ و لماذا شتمني ؟ فتبدأ بأخذ الأمر بشكل شخصي تصبح فيه أنت الضحية و تبدأ في إعطاء التبريرات و الدفاع عن نفسك ثم الإنفعال ، في حين كان عليك تذكير نفسك بأن سلبيته لا تتعلق بك ، و هي انعكاس لشخصيته و لما يحدث داخل ذهنه و نظامه العاطفي .

السكوت : تسكت من ثلاث إلى سبع ثوني لكي يشتغل الجانب المنطقي ، و أنت تنظر إلى الشخص الذي يهينك أو يستفزك ، بنظرة عادية مليئة بالثقة ، و الإنصات إليه حتى ينهي كلامه و أخذ الوقت للرد ، فلهذا السكوت فائدتين ، الأولى هي التنفس بطريقة صحيحة و مريحة تمنحك الهدوء المطلوب ، و الثانية هي التفكير في الدافع الذي جعل هذا الشخص يوجه لك الإهانة و الرد عليه بطريقة عقلانية .

عدم الرد على الإهانة بإهانة : فالشخص الذي سبب لك الإهانة يرغب في استفزازك و يتوقع منك رد الإهانة حتى يفرغ طاقته السلبية في الشجار معك ، و انت بعدم الرد عليه تكون المنتصر بالسيطرة على أعصابك و بثقتك بنفسك ، فيكون أمامه خيارين إما تصعيد الموقف أو الإنسحاب لأنه لم يجد ضالته عندك . و في حالة صعد الموقف و استمر في الإهانة تأتي الخطوة الموالية و هي :

المقاطعة في الحديث : اذا استمر في إهانتك ، فيمكن لك مقاطعة حديثه ، بابتسامة واثقة و أنت تخبره بأنك متفهم لوضعه و لسبب انفعاله ، و تجعله يسكت و ينصت إليك ، فتخبره بأنك غير راض عن إهانته لك ، و أنه لا يحق له أن يكلمك بذلك الأسلوب ، و بهذا فأنت تضع له حدودا للكلام معك ، كما يمكنك إخباره بتأجيل الكلام في الموضوع لوقت لاحق ، و بذلك تصبح أنت المتحكم في الحوار و أنت الطرف القوي .

الرد بطريقة متعاطفة : يجب عليك أن تفهم بأن الشخص الذي يوجه لك الإهانة أو التجريح ، هو شخص يعاني من مشاكل ، و هو ضحية مجتمع ، فالإهانة التي و جهت لك لا ذنب لك فيها و التصرف الصحيح هو عدم الإنجراف معه ، و حماية نفسك بأن تتمالك مشاعرك و أعصابك و يكون ردك متعاطفا ، و هنا نتذكر قوله تعالى ” و لا تستوي الحسنة و لا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم ” ( فصلت 34 )

التدرب على فن الرد : و هذه مهارة ينبغي التدرب عليها ، و ذلك بتخيل المواقف التي تتعرض فيها لإهانة أو تجريح أو إحراج ، و تخيل الرد المناسب للموقف ، و كتابته من أجل تقوية هذه المهارة .

وفي الأخير يمكنك تجاهل الموقف وعدم الرد على سلبية الطرف الآخر ، و يتطلب ذلك الإستعداد المبكر و الممارسة و هنا تكون قد وصلت لمرحلة متقدمة في نمو شخصيتك ، لأن الإهانة مثل طعم يرمى لك ، إما تكون كالسمكة التي لا تدرك و تلدغ ، و ينتهي بك الأمر إلى الشجار و المعاناة ، أو تكون كالسمكة الحكيمة التي ترى الطعم و تستمر في السباحة بعيدا عنه .

قد يعجبك أيضا : اجمل ما قيل في فن الرد

صفحتنا على الفيس بوك : Motaali9a

Leave a Comment