أصبحت هناك حاجة ماسة إلى قوة و طاقة الصمت ، فقد أثبتت الدراسات أن الأصوات العالية و الضوضاء التي أصبحت تحيط بالإنسان كل يوم و في أغلب الاماكن ، تتسبب له في مشاكل نفسية كالمزاج السيء ، و مرضية كالنوبات القلبية ، بينما الأصوات الهادئة و السكون ، تجعل الانسان في حالة راحة نفسية و هدوء و سكينة .
لكننا منذ الصغر تعودنا على الكلام و على التعبير عن مشاعرنا و عن أفكارنا بالكلمات ، تعودنا على ضوضاء الشارع و ضجيج الأسواق و ألفنا سماع الموسيقى العالية ، ففقدنا بذلك تلك الفسحة التي ينبغي أن نمنحها لأنفسنا بين الحين و الآخر ، بأن نحضى بوقت نخصصه لأنفسنا ،نريح فيه أعصابنا و تسكن فيه أرواحنا بعيدا عن تلك الأصوات العالية المتداخلة ، لا نكلم أحدا ، و يكون حديثنا فقط مع خالقنا ، و نجني بذلك ثمار ما يعرف بطاقة الصمت .
الصوم عن الكلام أو طاقة الصمت ، هو الإمتناع عن التحدث مع الآخرين لفترة محددة قد تكون في البداية ساعات محددة في اليوم ، و تصل إلى ثلاثة أيام ، و ذلك إما بالإبتعاد عن البشر في مكان معزول ، أو التحدث معهم فقط بالإشارة ، حيث يكون هذا الصمت فرصة للتقرب إلى الله ، و هنا تبدأ الفوائد المذهلة لطاقة الصمت و هي :
أهم 8 فوائد لطاقة الصمت
- التقرب إلى الله عن طريق مناجاته و التحدث إليه ، و الرغبة في رضاه بالتسبيح و الاستغفار و قراءة القرآن ، فهو السميع و هو القريب و هو المجيب الذي لا يحتاج إلى موعد أو وساطة أو استعداد .
- الوصول إلى مرحلة الصفاء الذهني ، حيث أن الصمت و السكون يحفز ظهور الأفكار و يجليها بسهولة .
- تهدئة العقل ، و تحفيز الجزء المسؤول عن البصيرة و الإبداع .
- اعطاء النفس فرصة للتأمل و التفكر في الكون ، و الإنصات لها و فهمها و تزكيتها .
- الصمت يخفض معدل ضغط الدم ، و الكورتيزول ، و تنخفض دقات القلب ، فيشعر الإنسان بالراحة النفسية و السعادة .
- انخفاض معدل الاكتئاب ، حيث أن الصمت يقلل التوتر و يحسن الإستقرار النفسي و العاطفي .
- تقوية المناعة ، حيث تزداد كريات الدم البيضاء .
- الصمت كذلك يساعد على حسن اختيار الالفاظ و التحكم فيها .
و تبقى فوائد الصمت أو الصوم للرحمان لا تعد و لا تحصى ، بل و قد يصل فيها الشخص إلى أشياء أو امنيات لم يكن يتوقع حدوثها .
تجلى الصوم للرحمان في قصة السيدة مريم عند انجابها لسيدنا عيسى حيث انها امتنعت عن الكلام ، فأنطق الله سيدنا عيسى و هو لا يزال في المهد صبيا ليدافع عن أمه و ينصفها ، قال الله عز وجل ( فكلي و اشربي و قري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) سورة مريم الآية 26 ، ثم قصة زكريا عليه السلام عندما دعا الله بأن يرزقه الولد بالرغم من كبره و كون زوجته عقيما ، و كانت آيته أن يصوم عن الكلام ثلاثة أيام سويا ، ليبشره الله تعالى بيحيى صديقا نبيا ، قال تعالى ( قال ربي اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ) الآية 10 سورة مريم .
في الأخير ، اجعل الصمت ملاذا لك لتنعم بالهدوء و السكينة ، و تهرب من هذا العالم الصاخب من الإلهاء المستمر للمحمول ، و إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ، و الأخبار السيئة من هنا و هناك ، قد تفيدك العزلة في الكثير من الأحيان و التأمل في الطبيعة و في الكون ، و الإبتعاد عن الصوت للتنعم بقوة و طاقة الصمت .
إقرأ أيضا : تطوير الذات و خطوات تحقيق الأهداف
إقرأ أيضا : 10 أخطاء يجب ألا تفعلها في الصباح
صفحتنا على الفيس بوك : Motaali9a
