إن قرار الرضاعة الطبيعية هو مسألة شخصية تعود إليك ، لكن هل تعلمين بأن لحليب الثدي فوائد لا حصر لها ؟ و أن اختيارك إرضاع طفلك من ثديك ، هو القرار الصحيح ، بالنظر إلى ما سيعود عليك و على طفلك من منافع ؟
يوفر حليب الأم تغذية مثالية للأطفال ، فهو يحتوي على كمية مناسبة من العناصر الغذائية ، و يسهل هضمه ، و متاح بسهولة . و لقد ذكرت اليونيسف و منظمة الصحة العالمية بأن الرضاعة الطبيعية هي حجر الزاوية في بقاء الرضع و الأطفال الصغار على قيد الحياة ، و هي المصدر الأفضل لتغذية الرضيع ، و تعزيز نمو دماغه ، فضلا عن الفوائد الأخرى التي تستمر مدى الحياة لدى كل من الأم و الطفل .
في هذا المقال سنتعرف على فوائد الرضاعة الطبيعية على كل من الطفل و الأم .
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية ؟
هناك العديد من الفوائد الصحية و العاطفية للرضاعة الطبيعية . فستشعرين في البداية ، بأنها طريقة رائعة لتطوير علاقة حب و روابط عاطفية قوية مع طفلك . كما يمكنها تحسين الصحة العقلية و الرفاهية لكليكما .
لنتعرف على فوائد الرضاعة الطبيعية لكل من الطفل و الأم .
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
للرضاعة الطبيعية فوائد صحية طويلة الأمد لطفلك تستمر حتى مرحلة البلوغ . فهي تساعد في تحسين معدل ذكاء الطفل ، و تحسين نموه الشخصي و الاجتماعي و تحميه من مجموعة من الأمراض .
حليب الأم غذاء مثالي لطفلك
يوصي معظم المتخصصين في الرعاية الصحية باعتماد الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل . تليها الرضاعة الطبيعية المستمرة مع الأغذية التكميلية المناسبة حتى بلوغ الطفل عامين .
في الأيام الأولى يصنع ثدياك “الحليب الأول” المثالي ، يسمى اللبأ و هو حليب سميك مائل للصفرة ، يلبي احتياجات طفلك الغذائية ، و يساعد على نمو الجهاز الهضمي لحديثي الولادة و تحضير المولود لهضم حليب الثدي .
يتغير اللبأ بمرور الوقت لمنح طفلك التغذية التي يحتاجها أثناء نموه ، كما يبدأ الثديان في إنتاج كميات أكبر من الحليب مع نمو معدة الطفل .
يسهل على طفلك هضم البروتينات و الدهون الموجودة في حليبك مقارنة بتلك الموجودة في حليب البقر ، كما يسهل امتصاص مغذياته الدقيقة ، أيضا فحليب الأم يُحدث تغييرات في تركيبته استجابةً لاحتياجات طفلك .
يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة مهمة
في كل رضعة لطفلك ، يحصل على جرعة صحية من الأجسام المضادة ، مما يساعد على حمايته من الفيروسات و البكتيريا ، و هو أمر بالغ الأهمية في تلك الأشهر الأولى .
حليب الثدي يعمل على تعزيز مناعته ضد نزلات البرد و التهابات الأذن و التهابات الجهاز التنفسي و أمراض الطفولة الشائعة الأخرى .
خلال الأشهر الستة الأولى على وجه الخصوص ، يساعد الحليب الغني بالأجسام المضادة على حماية طفلك من الأمراض التي لم يتم تحصينه ضدها بعد ، مثل الإنفلونزا والسعال الديكي .
الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض
رضاعة طبيعية في الأشهر الأولى على الخصوص ، تعني بأن طفلك يحصل على حليب الثدي فقط ، و هذا قد يقلل من خطر إصابة طفلك بالعديد من الأمراض و هي :
- التهابات الأذن الوسطى و الحنجرة و الجيوب الأنفية .
- أمراض الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي .
- الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية حصرية لمدة 6 أشهر ، أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد و التهابات الأذن أو الحلق .
- ترتبط الرضاعة الطبيعية بتقليل التهابات الأمعاء .
- ترتبط الرضاعة الطبيعية بتقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ .
- أمراض الحساسية
- داء السكري
تعزيز الوزن الصحي
تظهر الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون حليب الأم ، أقل عرضة للإصابة بالسمنة في وقت لاحق من حياتهم . حيث تساعد الرضاعة الطبيعية على زيادة الوزن بشكل صحي ، و ذلك لأن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يقومون بتنظيم استهلاكهم للحليب ذاتيا ، مما يساعدهم على تطوير أنماط الأكل الصحية .
كما أن الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم لديهم أيضا هرمون اللبتين ، و هو هرمون رئيسي لتنظيم الشهية و تخزين الدهون .
أطفال أكثر ذكاء
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية هم أكثر ذكاءْ و لديهم حجم دماغ أكبر مقارنة من الأطفال الذين يرضعون حليباً اصطناعيا ، و تظهر هذه الآثار الإيجابية على المدى الطويل ، بالنظر إلى المحتوى الغذائي العالي في حليب الأم ، و أيضا بسبب العلاقة الحميمة الجسدية و اللمس و الاتصال بالعين المرتبط بالرضاعة الطبيعية .
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
ليس طفلك هو الوحيد الذي يجني فوائد كبيرة من الرضاعة الطبيعية ، بل هناك الكثير من الامتيازات المهمة لك أنت أيضا :
تعزيز الانتعاش بعد الولادة و عودة الرحم إلى الانقباض
عندما يرضع طفلك من ثديك ، فهذا يؤدي إلى إطلاق هرمون الأوكسيتوسين ، وهو هرمون “الشعور بالسعادة” الذي يؤدي إلى زيادة ارتباطك بطفلك الصغير ، و يعزز الشعور القوي بالحب و التعلق بينكما .
يزداد الأوكسيتوسين أيضًا أثناء الرضاعة الطبيعية ، و يشجع تقلصات الرحم و يقلل من النزيف مما يحد من فقدان الدم ، و يساعد الرحم على العودة إلى حجمه الطبيعي .
إنقاص الوزن
تساعد الرضاعة الطبيعية على حرق ما بين 300 و 500 سعرا حراريا إضافيا كل يوم . فالأمهات المرضعات يملن إلى قضاء وقت أسهل في إنقاص الوزن بطريقة سهلة و صحية ،
و تشير النتائج أن الأمهات المرضعات يصلن إلى أوزانهن قبل الحمل بمتوسط 6 أشهر قبل أولئك اللاتي يطعمن أطفالهن حليبًا صناعيًا .
الحماية الصحية مستقبلا من بعض الأمراض
توفر الرضاعة الطبيعية حماية طويلة الأمد من بعض الأمراض مثل سرطان الثدي و المبيض و الرحم ، و تقلل أيضًا من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة في المستقبل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي و هشاشة العظام و مرض السكري من النوع 2 و ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع الكوليسترول و أمراض القلب .
أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب
النساء اللواتي يرضعن من الثدي أقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة ، مقارنة بالأمهات اللائي يفطمن مبكرًا أو لا يرضعن .
قد تمنع الدورة الشهرية
تبدأ معظم الأمهات المرضعات في التبويض بعد 4 إلى 6 أشهر من الولادة ، لكن بعض النساء قد تصل من 9 إلى 18 شهرًا . يمكنك اعتبار هذا التغيير بمثابة فائدة إضافية تستمتعين فيها بوقتك الثمين مع مولودك الجديد .
توفير الوقت و المال
على عكس الرضاعة الاصطناعية ، يكون حليب الثدي دائمًا في درجة حرارة مناسبة و جاهزًا للشرب . فلن تضطري أبدا إلى إنفاق المال لشراء متطلبات الرضاعة الاصطناعية ، أو حساب المقدار الذي يحتاجه طفلك للشرب يوميا ، أو قضاء الوقت في تنظيف و تعقيم الزجاجات أو القيام بتسخينها في منتصف الليل أو النهار .
الترابط
إن الاتصال الجسدي و العاطفي الذي يحصل بين الأم و الرضيع أثناء الرضاعة الطبيعية ، هو الفائدة القصوى بالنسبة للعديد من الأمهات ، هذا لا يعني أنك لن ترتبطي بطفلك أثناء الرضاعة من الزجاجة ، لكن قد يكون الأمر مختلفا بعض الشيء .
إقرأ أيضا : بعد الولادة : أهم ما يجب عليك معرفته عن جسمك بعد الولادة
إقرأ أيضا : زيادة الخصوبة و الحفاظ على القدرة على الإنجاب