يقول المرحوم ابراهيم الفقي في إحدى محاضراته : كنت مديرا عاما في أحد شركات الفنادق الكبيرة ، و كنت قد أخذت ترقية حيث أصبحت مساعد رئيس إدارة الشركة . استثمرت مع بعض الأشخاص الذين تسببوا في إفلاس فندق كنت أمتلكه ، و طبعا و حسب القانون فالإفلاس طالني أنا أيضا . و في لحظة واحدة وجدت نفسي لا أملك شيئا ، أخذوا حاجاتي و سيارتي ، و اضطررت إلى الذهاب الى البيت بواسطة تاكسي و طلبت من زوجتي دفع أجرته .
أخذت أتسائل : لماذا يحدث لي كل هذا بعدما تعبت كل هذه السنوات ؟ و بعد أن تسلمت جائزة أحسن مدير عام في أمريكا الشمالية ؟ تعبت نفسيا ، و لم يكن في ملكي سوى 1000 دولار ، بيتي سيأخذه البنك ، و تعب السنين و النجاح الذي حققته سيذهب سدى ، و ليس لدي أي ذنب فيما حصل . المستثمرين الآخرين هم الذين اتحدوا و تسببوا في إفلاس الفندق و أخذوا 4 مليون دولار من البنك و ذهبوا . و جدت نفسي وحيدا ، لكنني لم أستطع الاستمرار لأن البنك يجب أن يأخذ حساباته .
و في يوم من أيام رمضان و كان يوم جمعة ، أخذت 1000 دولار و وضعتها في جيبي ، و توجهت نحو المسجد للصلاة . كان هناك شيخ سوري تعلمت منه الكثير . كان يقول : يا جماعة نحن في رمضان و أخذنا محطة إذاعية ، و دفعنا كل ما لدينا و ينقصنا 1000 دولار . تساءلت في نفسي ، هذا يتحدث عن 1000 دولار التي في جيبي ؟ فأخذتها و أعطيتها له و أنا متيقن أن الله لن يضيعني .
عدت إلى المنزل ، فوجدت زوجتي تكلمني قائلة : هناك اتصال من شركة كذا و كذا ، سمعوا عنك و يريدون أن تقوم بتدريبهم . أخذت الهاتف و سمعت كلمات الترحيب و عرض العمل الذي تصل أجرته إلى 10000 دولار . و هناك قلت : الله أكبر ! فعلا الحسنة بعشر أمثالها . و أبرمنا عقدا لمدة سنة . و قلت بأن العطاء لله ، و هذا بيت الله و الله لن يضيعني . عندما تتوكل على الله حق التوكل ، فإنه يرزقك كما يرزق الطير .
ابتدأت هذا المقال بهذه القصة الرائعة و هي من مئات القصص المحفزة و الهادفة لهذا الرجل العظيم ، الذي كلما استمعت له تحس بأنك تولد من جديد . لديه قدرة رائعة على إيصال المعلومة و تحفيز النفس و إيصال طاقة إيجابية لكل مستمع .
من هو ابراهيم الفقي ؟

ابراهيم الفقي هو خبير في التنمية البشرية و البرمجة اللغوية العصبية ، و رئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية ، و مؤسس و رئيس مجلس إدارة مجموعات شركات ابراهيم الفقي العالمية ، و هو من قام بتأسيس علمين جديدين ، بحسب ما ذكره في موقعه الشخصي على الإنترنت ، و هما : ديناميات التكيف العصبي و علم الطاقة البشرية .
ابراهيم الفقي من مشاهير التنمية البشرية ورواد الخطابات التحفيزية . كان إسمه و لا يزال مرتبطا بالتحفيز و النجاح و تطوير الذات .
ولد إبراهيم محمد السيد الفقي في حي فيكتوريا بمدينة الاسكندرية . تعلم في إحدى المدارس العربية ، و بالرغم من ذلك تعلم ثلاث لغات و هي الانجليزية و الفرنسية و الإيطالية . تدرج في عدة وظائف حتى درجة مدير قسم في قطاع الفنادق بفندق فلسطين بالاسكندرية ، و وصل إلى الدرجة الثالثة و هو في سن الخامسة و العشرين من عمره . حصل على بطولة مصر في تنس الطاولة لعدة سنوات ، و مثل مصر مع المنتخب الوطني في بطولة العالم لتنس الطاولة بألمانيا الغربية عام 1969 .
يقول ابراهيم الفقي : ” والدتي كانت تريدني أن أرتدي زي موحد و أصبح ظابط بحري و والدي كان يريدني أن أرتدي زي موحد و أصبح ظابط طيران . لكنني اشتغلت نادل في فندق و ارتديت بدلة النادل “
نجاحه

سافر ابراهيم الفقي إلى كندا لدراسة الإدارة ، مع زوجته آمال عطية التي ارتبط بها عام 1974م، ليرزق منها بنانسي و نرمين . و هو لا يمتلك شيئا . عمل كمنظف للأطباق و حارس لمطعم و حمال كراسي و طاولات في فندق . و تدرج في عدة وظائف في الفندق إلى أن أصبح مديره . و خلال ست سنوات تمكن من أن يصبح أقوى مدير عام للفنادق في أمريكا الشمالية .
يقول ابراهيم الفقي : عندما طردت في يوم من الأيام من أحد الفنادق ، كانت زوجتي قد أنجبت بعملية قيصرية و أنا لا أمتلك شيئا . كنت كلما حصلت على عمل أطرد منه . و مع ذلك كنت أقول دائما ، في يوم من الأيام سأصبح أقوى مدير عام في أمريكا الشمالية . كانت رحلة صعبة جدا ، فقد كنت نادل في مطعم ، و بين وجبتي الغذاء و العشاء كنت أدرس و أتنقل من جامعة إلى أخرى .
بعد النجاح الذي حققه تعرض ابراهيم الفقي للإفلاس ، لكنه لم يستسلم بسبب إصراره و إيمانه القوي بالله عز وجل و ثقته بأنه حتما سيصل إلى هدفه . فبدأ من جديد في التدريب في مجال الفنادق ، و ألف كتابه الأول و الذي كان بعنوان ( on the road to sell mistry ) و تمكن من تسديد الديون التي تراكمت عليه ، و بدأ في تلقي العروض الكبيرة من الفنادق . لكن مسيرة نجاحه اتخذت منحى آخر ، فقد اتجه إلى مجال التنمية البشرية و الكتابة فيها .
كانت الانطلاقة الأولى من خلال محاضرة ألقاها ابراهيم الفقي في شركة بترول ، و حضرها أكثر من 1500 شخص . تدرب على يده أكثر من 600 ألف شخص فى جميع دول العالم ، و ألقي محاضرات باللغة العربية و الإنجليزية و الفرنسية . و كان له تأثير قوي بسبب فصاحة لسانه و روعة إلقائه . له العديد من الكتب و المؤلفات و الشرائط و البرامج التليفزيونية فى مجال التنمية البشرية .
كتبه
- المفاتيح العشرة للنجاح .
- الأسرار السبعة للقوة الذاتية .
- سحر القيادة .
- كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك .
- قوة التفكير .
- البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود .
- سيطر على حياتك .
- قوة التحكم في الذات .
- أيقظ قدراتك وأصنع مستقبلك .
- أسرار وفن اتخاذ القرار .
- الطريق إلى الامتياز .
- الطريق إلى النجاح .
الأقراص المدمجة الرقمية
- طريقك إلى التميز.
- استراتيجيات الاتصال الفعال.
- قوة الحماس.
- أسرار التميز للقادة.
الأشرطة الصوتية
- البرمجة اللغوية العصبية و تطبيقاتها في عمليتنا.
- اللقاء المفتوح مع الدكتور ابراهيم الفقي.
- قوة الحماس.
- نجاح غير محدود.
- الطريق للنجاح.
وفاته
في صباح الجمعة الموافق 10 فبراير عام 2012 م ، توفي ابراهيم الفقي هو و أخته فوقية الفقي اختناقا بسبب الدخان الذي انبعت من حريق هائل بمبناه .
أشهر أقوال ابراهيم الفقي

خلف ابراهيم الفقي مجموعة من الأقوال و الاقتباسات المحفزة حول الحياة و النجاح و العمل . و هذه بعضا منها :
إن التحرّر من خرافة عدم وجود الوقت الكافي هو أولى المحطّات التي تنطلق منها إلى حياة منظّمة و استغلال أمثل للوقت .
احذر ان تكون أهدافك مجرد أمنيات.. أو رغبات.. فتلك بضاعة الفقراء .
الهروب هو السبب الوحيد في الفشل ، لذا فإنك تفشل طالما لم تتوقف عن المحاولة .
ينقسم الفاشلون إلى نصفين .. هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون، وهؤلاء الذين يعملون ولا يفكرون أبداً .
لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى، فلولا وجود العُسر لما كان لليسر معنى، ولولا وجود التعب لما كان للراحة معنى، ولولا وجود الحزن لما كان للفرح معنى، ولولا وجود الظلام لما كان للنور معنى.
لا تقل أنّ الدنيا تعطيني ظهرها ، فربما أنت من يجلس بالعكس !
تضعك المعرفة في صفوف الحكماء .. و يضعك العمل في صفوف الناجحين .. و يضعك التفاهم في صفوف السعداء .
ننظف الماضي و ننظم الحاضر .. ثم نبني المستقبل .
من المحتمل ألا تستطيع التحكم في الظروف ، و لكنك تستطيع التحكم في أفكارك ، فالتفكير الايجابي يؤدي الى الفعل الايجابي و النتائج الايجابية .
اينما ركزت الانتباه تدفقت الطاقة و ظهرت النتيجة .
هناك من يحلم بالنجاح ، وهناك من يستيقظ باكرًا لتحقيقه .
هناك أوقات نظنها النهاية, ثم نكتشف أنها البداية, وهناك أبواب نظنها مغلقة, ثم نكتشف أنها المدخل الحقيقي .
أكثر الناس قدرة على إسعاد أنفسهم ، هم من ينظرون إلى ما في أيديهم لا إلى ما في أيدي الناس .
لكن أشهر مقولة كان يرددها دائما هي :
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة ، عش بحبك لله عزوجل ، عش بالتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام ، عش بالأمل عش بالكفاح ، عش بالصبر عش بالحب ، و قدر قيمة الحياة .
اقرأ أيضا : جان كوم : قصة ملهمة من الفقر إلى الثراء لحياة مؤسس واتساب