كل الأطفال تقريبًا يتعرضون إلى إصابة في الرأس أو السقوط على رؤسهم بين الحين و الآخر . في حين أن هذه الإصابات يمكن أن تكون مزعجة ، إلا أن معظم إصابات الرأس طفيفة و لا تسبب مشاكل خطيرة. في حالات نادرة فعلاً ، يمكن أن تحدث المشاكل بعد حدوث نتوء طفيف في الرأس.
لمعرفة ما إذا كانت حالة طفلك بعد السقوط تتطلب عناية طبية فورية أو لا ، تابع قراءة هذا المقال .
ما الذي يسبب إصابة في الرأس؟
تكون أغلب إصابات الرأس في الطفولة ناتجة عن السقوط ، سواء من السرير أو من فوق الطاولة أو الانزلاق في الحوض أو السقوط من السلالم . و قد تحدث أيضا بسبب حوادث السيارات و الدراجات أو السقوط من لوح التزلج أو الإصابات الرياضية . و يرتبط الارتفاع الذي يسقط منه الطفل بشدة الإصابة . و كلما كان أعلى كلما كان عرضة للإصابة بجروح خطيرة .
ما هي أنواع إصابات الرأس و أعراضها عند السقوط ؟
تقع معظم إصابات الرأس بين الأطفال تحت خانة الإصابات الخفيفة . و الأعراض المذكورة أدناه هي التي تحدد ما إذا كانت الإصابة خفيفة أو متوسطة إلى شديدة .
إصابات خفيفة في الرأس
لا تتسبب الإصابات الخفيفة في الرأس في أي إصابات في الدماغ أو كسور في الجمجمة . قد ينتج عنها نتوء أو كدمة على الجبهة دون أي أعراض أخرى . و قد تتسبب في جرح أو تمزق يستدعي تدخلا طبيا لخياطة الجرح و تنظيفه .
إصابات متوسطة إلى شديدة في الرأس
قليلا ما تحدث إصابات الرأس المتوسطة أو الشديدة للأطفال . و يمكن أن تتسبب في :
- إصابة الدماغ بكدمات
- كسور في الجمجمة و يمكن أن يحدث في أجزاء مختلفة من الجمجمة ، و هي من الإصابات النادرة جدا ، و قد تتسبب في نزيف .
- نزيف في الدماغ أو حول الطبقات المحيطة به و هو من أخطر الظروف التي تتطلب عناية طبية طارئة.
- الارتجاج و هو نوع من إصابات الدماغ ، يحدث عندما يهتز الدماغ . و هو النوع الأكثر شيوعًا و الأقل خطورة من إصابات الدماغ .قد يؤثر على مناطق متعددة من الدماغ مما يسبب مشاكل في وظائف المخ . من علاماته ، الصداع و فقدان الوعي و الاستفراغ .
ماذا أفعل إذا أصيب طفلي في الرأس و لم يفقد وعيه ؟
أول شيء عليك فعله عند سقوط طفلك و تعرضه لإصابة في الرأس ، هي أخذ نفس عميق و البقاء هادئا . لأنه في أغلب الأحوال تكون نتوءات الرأس طفيفة و لا تتطلب عناية طبية ، و يمكن معالجتها في المنزل . لكن إذا تعرض طفلك لأكثر من نتوء في الرأس ، فعليك طلب الاستشارة الطبية . سيرغب الطبيب في معرفة متى و كيف حدثت الإصابة و كيف يشعر الطفل . و مع ذلك ، فإن إصابة الرأس الخفيفة عمومًا لا تتطلب إجراء اختبارات أو أشعة سينية . خصوصا إذا كان طفلك متيقظًا و يستجيب لك.
قد يبكي طفلك من الألم أو الخوف ، لكن هذا لا ينبغي أن يستمر لأكثر من 10 دقائق . و قد تحتاج إلى تطبيق ضغط بارد لمدة 20 دقيقة ، للمساعدة في تقليل التورم . أيضا عليك مراقبة طفلك عن كثب لبعض الوقت .
ماذا لو طرأت تغيرات على حالة طفلي؟
إذا حدثت أي تغيرات على حالة طفلك . اتصل بالطبيب الخاص بطفلك على الفور . كذلك قد تحتاج إلى أخذه إلى عيادة طبية أو الذهاب به مباشرة إلى المستشفى .
فيما يلي علامات تدل على إصابة في الرأس أكثر خطورة
- صداع مستمر ، خاصة إذا كان يزداد سوءًا
- دوار يحدث بشكل متكرر أو لا يزول
- تداخل في الكلام أو ارتباك
- تهيج شديد أو سلوك غير طبيعي
- القيء أكثر من مرتين أو ثلاث مرات
- نزول دم أو سائل مائي من الأنف أو الأذنين
- التعثر أو صعوبة المشي
- شحوب غير عادي يستمر لأكثر من ساعة
- صعوبة الاستيقاظ أو النوم المفرط
- صعوبة التعرف على الأشخاص المألوفين
- رؤية مزدوجة أو رؤية ضبابية
- تشنجات
- ضعف في الذراعين أو الساقين
- رنين مستمر في الأذنين
ماذا لو فقد طفلي الوعي ؟
في هذه الحالة عليك الاتصال فورا بالطوارئ الصحية . لأن حالة طفلك قد تتطلب إجراء اختبارات خاصة في أقرب وقت لمعرفة مدى خطورة حالته . فإذا كانت الاختبارات سليمة ، فستحتاج إلى مراقبة طفلك لبعض الوقت ، سواء في المنزل أو المستشفى .حسب ما سيخبرك به الطبيب . أما إذا أخذته إلى المنزل و لاحظت تغيرا في حالته ، فعليك الاتصال بالطبيب لأنه قد يتطلب رعاية إضافية .
كيف يتم علاج إصابة رأس طفلي ؟
أولا كن متفائلا ، لأن معظم إصابات الرأس عند الأطفال تتعافى . فإذا كانت الإصابة طفيفة ، فلن يحتاج طفلك إلى تدخل طبي . كما يعتمد علاج إصابات رأس الطفل الأخرى على مكان الإصابة و شدتها و أعراض الطفل و عمره .
فإذا أصيب طفلك بجرح طفيف جدًا في الوجه أو فروة الرأس ، فقم بتنظيفه برفق باستخدام صابون معتدل و ماء دافئ ، و ضع ضمادة على المكان المصاب . أما الجرح العميق فيتطلب تدخلا طبيا لعمل غرز .كما أن الكدمات الخفيفة تختفي في غضون أسبوعين .
أما عند حدوث ارتجاج في المخ ، فقد ينصح طبيب الأطفال بالمراقبة المتكررة و حصول طفلك على قسط كبير من الراحة ، مع تقييد نشاطه ، و تجنب الأنشطة التي قد تعرضه لخطر إصابة في رأسه مرة أخرى . و مع مرور الوقت ستتحسن حالة طفلك و تقل الأعراض . و هنا يمكن زيادة نشاطه تدريجيا .
في الغالب يتحسن الأطفال الذين أصيبوا بارتجاج في المخ في غضون أسابيع قليلة . و قد تختلف المدة حسب نوع الإصابة و شدتها . و قد تستمر الأعراض عند البعض لأشهر أكثر . لذلك إذا استمرت الأعراض فاستشر مع طبيبك .
أما النسبة للإصابات الأكثر خطورة ، فمن المهم جدا اتباع إرشادات الطبيب بعناية كبيرة . و عادة ما تتطلب تدخلا حرجا في المستشفى ، يشمل العلاجات الطبية و الجراحية بالإضافة إلى العلاج الطبيعي .
كيف يمكنني منع أو تقليل إصابات الرأس عند الأطفال ؟
معظم الأطفال يتعرضون لإصابات الرأس التي قد تتسبب في نتوءات و كدمات . لكن مع ذلك يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لمنع هذه الإصابات .
- لا تترك طفلك بمفرده على سطح مرتفع مثل سرير أو طاولة أو أريكة أو كرسي . يمكنك استخدام أحزمة لتقييد الطفل .
- ضع بوابات الأمان في أعلى و أسفل السلالم . و قم بتركيب واقيات النوافذ .
- تأكد دائما من استخدام أحزمة الأمان عندما يكون طفلك في عربته .
- حافظ على القضبان الجانبية لسرير طفلك و اخفض المرتبة إلى أدنى مستوى ، و لا تضع السرير بجوار النافذة .
- . تأكد من ارتداء طفلك دائمًا لخوذة أثناء ركوب دراجة ثلاثية العجلات . أو عندما يكون جالسا في مقعد طفل على ظهر دراجة شخص بالغ .
- استخدم دائمًا مقعد السيارة الخاص بالطفل .
- تجنب استخدام مشايات الأطفال ذات العجلات .
- أزل الأشياء التي قد تتسبب في تعثر طفلك .
- قم بتثبيت الأثاث بإحكام على الجدران .
و في الّأخير ، تذكر أن معظم إصابات رأس الطفل تميل إلى أن تكون طفيفة و لا تسبب ضررًا دائمًا .
اقرأ أيضا : غازات الرضع مشكلة تؤرق الأمهات : إليك كيفية الوقاية منها و علاجها
اقرأ أيضا : بكاء الطفل الرضيع : تعرفي على أبرز أسباب بكاء طفلك و كيفية تهدئته